الجمعة، أكتوبر 23، 2009

ضيق و سعة

ايها الانسان قد تضيق بك الدنيا على سعة اركانها ..

و يسعك قلب انسان على صغر تكوينه و عظم كونه ..

فان هداك الله الى هذا القلب او اهداك اياه فلا تفرط فيه الا ان يقضى الله امرا كان مفعولا...

فانك لا تعلم ان انت فقدته او افتقدته هل ستجده مرة اخرى ام لا ...

الى لقاء (2)


و تمضى بى اللحظات
طويلة... قصيرة .... قوية ... ضعيفة ..
طويل حزنها ..
قصير امدها ..
قوى المها ..
ضعيف نبضها ..
امضيت ليلتى الاولى بدونك اماه
دون ان يسرى صوتك الى اعماقى يتمنى لى الخير
دون ان تكتحل عيناى برؤيتك
بعد ان تسرب التعب و الارهاق من جسدى و من عقلى قليلا كما
ملاء كل ما بى
اذ بى افزع من مرقدى
استرجع ساعات قد انقضت تقص على كل ما ماضى...
انطلقت الى عملى اقضى به ساعات حتى يأتى موعد الزيارة
فقد حددوا موعد للزيارة ساعة ظهرا و اخرى مساءا
...
اجد نفسى هناك بين يديك
و قد اسبلت جفنيك
تحتض راحتى راحة يدك تقبل ادمعى اناملك
اخذت اتحدث اليك اقص عليك ما بى كما تعودت
علنى اجد ضالتى فى كلماتك...فى نظراتك ...
او فى لمسة حنون من اناملك......

اتذكر كم من مرات ضاقت بى الدنيا فوسعنى قلبك
كم من مرات فزع القلب فهدأ لوقع حنو و حكمة كلماتك
و كم.... و كم ...
افيق على طلب من التمريض بان هناك زائرين اخرين لك
و يستوجب ذلك خروجى
لم ابخل عليك باحبتك عسى ان يكون فى دعاء لهم قبول و صدق
فيحمل الله به عنك بعض ما انت به
نعم كم وددت ان استأثر بهذه اللحظات على قصرها
ما تلمست طريقا الى من نحسبهم و نظنهم على خير الا و سألتهم الدعاء لنا
و تمضى بى اللحظات بين سريع و
بطئ وقعها
تحضر اختى من سفرها الطويل الى المشفى
هاهى تحمل بين يديها حفيدك الذى تمنيت ان تحضرى مولده
ان تحضرى عقيقته ان تريه و ان تحمليه بين يديك و ان تضميه الى صدرك
و لكن لله فى خلقه ما يريد و يشاء لا راد لقضائه
و اللقاء نصيب
احمله بين يدى لاول مرة اتأمل ملامحه اتفرس فيه
نعم صدقوا حين اخبروك انه يشبهك
تفر منى ادمع لا ادرى من اين نبتت .. ام تراها من بين فرح و ترح !؟!
تدخل اليك بعد ان استأذنا بالزيارة لانه لم يكن موعد زيارة
تسبقها عبراتها تحدثك عن "مالك" ابنها
تقبل يديك تقبل قدميك ......
فى عملى و فى البيت اتصل اسأل عن احوالك كلما مرت دقائق
ليس هناك من جديد
ما عهدته من اطباء كثر(الا ما رحم ربى منهم) على طول عهد بهم
انه يحمل لك اسوأ الاحتمالات و اسودها وقعا و لونا
و الاشد و الانكى ان تحمل لك تعبراته و كلماته ما محصلته صفر من الاهتمام و المشاعر الانسانية فتشعر انه يتحدث الى جمادات عن جمادات مرورا بانه تحول الى مثلها
........
اماه سامحينى ... سامحينى ... سامحينى
سامحي تقصيرى
اماه كم اعض اناملى من الندم عن كل لحظة سببت لك فيها اى نوع من الالم و الحزن بدون قصد و الله يعلم انه بدون قصد و ان كان بقصد و هو يعلم فاسأله العفو و العافية على كل حال
أماه كم اندم على كل قبلة لم ازين بها يديك و رأسك و قدميك فهى لك حق و على واجب اديت بعضه و قصّرت فى اخر فسامحينى... ارجوك ان تسامحينى
اماه لا يدرك المرء احيانا كم كابدت الام من اجله الا حين يرى رأى العين بعض ما تعانيه ...
لازمتنى اختى و ابنها بعد رحيلك ثلاثة من الاشهر و اختبرت معها و عاينت بعض الارهاق و التعب و الكد الذى تعانيه الام مع طفل واحد فما بالى حين كابدت اماه انت ذلك مع تؤام
و الله الذى رفع السماء بلا عمد و بلا عون او سند لو سكبنا دموعا تملاء البحار و المحيطات او تصدقنا او تزكينا عنك زنة جبال الارض و ترابها او مهما فعلنا فلن نوفيك مثقال ذرة نعم مثقال ذرة من بعض كدك و حقك علينا
الله وحده هو من سيوفيك ما تستحقين ايتها الام
و يا كل ام ايقنى بعظيم اجر و جزاء من الله
اماه ...
ترانى اثقلت عليك كعادتى ..... اراك تحملت ذلك عنى بعظيم حبك و حنانك و عطفك
اسمحى لى ان يكون للحديث بقية

الاثنين، أكتوبر 05، 2009

الى لقاء (1)


نعم الى لقاء
اقول الى لقاء و لن اقول وداعا ايتها الروح الطيبة
الى لقاء ايتها الام و الاخت و الصديقة و الحبيبة و المعلمة و السند
الى لقاء ايها القلب الذى احب دون ان يفكر فى اى مقابل
الى لقاء ايها القلب الذى احتوى حين جفا الكل
الى لقاء ايها القلب الذى ضمد الجراح و كان بلسمها
الى لقاء ايها القلب الذى جعله الله سببا لازالة همى و مسح حزنى و تفريج كربى
الى لقاء ايتها الشجرة الوارفة الظلال و الثمار
الى لقاء ايتها النخلة الباسقة الطيبة
الى لقاء ايتها المزنة التى اظلت و اقلت الخير فى طياتها
الى لقاء ايتها النسمة الرقيقة
نعم الى لقاء
الى لقاء فمهما طال الفراق او البعاد فلابد من لقاء
نعم الى لقاء
ها قد مرت الايام تلو الايام و الساعات تلو الساعات و الدقائق تلو اخرى
فيفيض الشوق بنا الى لقياكم
و تستعر نار الحنين فى الجنبات
تذكرت و ما نسيت و ليس لى ان انسى

هاهى اخر لحظاتى معكم تومض فى افقى
اصابكم الارق فجر يوم الجمعة لبعض اجهاد و الم
صلينا سويا
تحدثنا سويا
سمحت لى ان اغفو قليلا و ما غفوت انت
جلست الى اذكارك
افطرنا سويا و اعددت لك كوب الشاى
و جلست الى الارض بين يديك
املاء ناظرى منك
و اذنت لى بلحظات اخرى من النوم فى قربك
اتانى صوتك الشفيق يربت علىّ ان اقوم لصلاة الجمعة
و ما حسبت ان هذا اخر عهدى بصوتك
التفت اليك اجدك بخمارك و قد توضأت لصلاة الضحى
و لقراءة سورة الكهف
تمضين الى كرسيك الذى يفقتد تسبيحاتك و يبكى فراق صلاتك و تلاواتك

نعم ما بقى الا القليل على صلاة الجمعة
اقوم انفض ما بى من نوم اغتسل سريعا اخرج
اتحدث اليك اسألك عما تودين ان احضر اليك بعد الصلاة
يجيبنى الصمت
ظننت انك ما زلت الى صلاتك
اطل عليك اجد ان كرسيك قد احتضنك
و خمارك يزين راسك
و الى القبلة تتوجهين و الى جوارك يجلس مصحفك و مسبحتك و نظارتك و كانى بهم يبكون فراقك
اجد رأسك و قد مال الى اليمين و قد اغمضت عينيك
ظننت انك تغفين قليلا و قد جفاك النوم هذه الليلة
اكرر حديثى اليك و ما تلقيت ردا
اداعبك ان هذا ليس وقت النوم فانا على عجلة من امرى فالصلاة الى دقائق تمضى مقتربة
و ما اتانى رد
للحظات ظننت انها غيبوبة سكر
اسرع الى جهاز قياس السكر انتظره ان يخبرنى ما بك
معدل السكر معقول
تزداد حيرتى
وحدى معك احاول افاقتك للحظات لكن ما من مجيب
استدعى الاسعاف
ياتى المسعف يحاول ان يخبرنى ما بك
الى المستشفى نمضى سويا يرتفع الاذان يملاء ما حولنا
و تمضى بنا اللحظات ما اثقلها
يحتضن كف يدى يدك الذى طالما احتوانا
تبحث عينى عن وميض عينيك علها تنير وجهى بناظريك
للحظات ادركت قسوة الوحدة و الهبت روحى سياطها
نصل الى اقرب مستشفى تجرى الطبيبة فحوصها سريعا
قياس السكر الضغط رسم القلب
تطلب اشعة مقطعية على المخ
و الى مركز الاشعة ننطلق مرة اخرى تحتوينا سيارة الاسعاف تطوى بنا طرقات تحدثنى كم مرننا بها سويا
و تمضى لحظات تلو اخرى
تخبرنى مع علمى و يقينى كيف يعامل الانسان فى بلدنا حين يباغته المرض و ليس معه ما يستر عنه مرضه
و حمدت الله ان اسبغ علينا نعمه و اسبل ثوب ستره علينا
لحظات تمضى لا استطيع ان اتصل باحد لعلمى ان صلاة الجمعة ما زالت قائمة
يأتى القرار بادخالك العناية المركزة نتيجة جلطة على المخ
و تمضى اللحظات اتصل باحبتك انقل لهم خبرا ما اثقله على و عليهم
ليلتها لم استطع ان ادخل المنزل الى بعد ان تملك الارهاق و التعب كل ما بى

كنت حين اتأخر عليك او اتغيب لامر ما تبادريننى بالاتصال
اتذكر انى احيانا كنت اتململ من شدة قلقك و لكن و شوقاه الى من يفتقدوننا فيتفقدونا بكل سبيل و فى كل سبيل حتى و ان فى طيات قلوبهم و ارواحهم...
دخلت ابحث عنك
لم اجدك و لشدة ما بى ما دريت فقد سطى الارهاق على وعىّ و لعلى اجدك فى نومى روحا تدفئ ما بى فتدفع عنى قسوة برد الوحدة
.....
لم انه حديثى معك بعد و لن ينتهى
فهل تأذنين لى الان