الجمعة، أكتوبر 23، 2009

الى لقاء (2)


و تمضى بى اللحظات
طويلة... قصيرة .... قوية ... ضعيفة ..
طويل حزنها ..
قصير امدها ..
قوى المها ..
ضعيف نبضها ..
امضيت ليلتى الاولى بدونك اماه
دون ان يسرى صوتك الى اعماقى يتمنى لى الخير
دون ان تكتحل عيناى برؤيتك
بعد ان تسرب التعب و الارهاق من جسدى و من عقلى قليلا كما
ملاء كل ما بى
اذ بى افزع من مرقدى
استرجع ساعات قد انقضت تقص على كل ما ماضى...
انطلقت الى عملى اقضى به ساعات حتى يأتى موعد الزيارة
فقد حددوا موعد للزيارة ساعة ظهرا و اخرى مساءا
...
اجد نفسى هناك بين يديك
و قد اسبلت جفنيك
تحتض راحتى راحة يدك تقبل ادمعى اناملك
اخذت اتحدث اليك اقص عليك ما بى كما تعودت
علنى اجد ضالتى فى كلماتك...فى نظراتك ...
او فى لمسة حنون من اناملك......

اتذكر كم من مرات ضاقت بى الدنيا فوسعنى قلبك
كم من مرات فزع القلب فهدأ لوقع حنو و حكمة كلماتك
و كم.... و كم ...
افيق على طلب من التمريض بان هناك زائرين اخرين لك
و يستوجب ذلك خروجى
لم ابخل عليك باحبتك عسى ان يكون فى دعاء لهم قبول و صدق
فيحمل الله به عنك بعض ما انت به
نعم كم وددت ان استأثر بهذه اللحظات على قصرها
ما تلمست طريقا الى من نحسبهم و نظنهم على خير الا و سألتهم الدعاء لنا
و تمضى بى اللحظات بين سريع و
بطئ وقعها
تحضر اختى من سفرها الطويل الى المشفى
هاهى تحمل بين يديها حفيدك الذى تمنيت ان تحضرى مولده
ان تحضرى عقيقته ان تريه و ان تحمليه بين يديك و ان تضميه الى صدرك
و لكن لله فى خلقه ما يريد و يشاء لا راد لقضائه
و اللقاء نصيب
احمله بين يدى لاول مرة اتأمل ملامحه اتفرس فيه
نعم صدقوا حين اخبروك انه يشبهك
تفر منى ادمع لا ادرى من اين نبتت .. ام تراها من بين فرح و ترح !؟!
تدخل اليك بعد ان استأذنا بالزيارة لانه لم يكن موعد زيارة
تسبقها عبراتها تحدثك عن "مالك" ابنها
تقبل يديك تقبل قدميك ......
فى عملى و فى البيت اتصل اسأل عن احوالك كلما مرت دقائق
ليس هناك من جديد
ما عهدته من اطباء كثر(الا ما رحم ربى منهم) على طول عهد بهم
انه يحمل لك اسوأ الاحتمالات و اسودها وقعا و لونا
و الاشد و الانكى ان تحمل لك تعبراته و كلماته ما محصلته صفر من الاهتمام و المشاعر الانسانية فتشعر انه يتحدث الى جمادات عن جمادات مرورا بانه تحول الى مثلها
........
اماه سامحينى ... سامحينى ... سامحينى
سامحي تقصيرى
اماه كم اعض اناملى من الندم عن كل لحظة سببت لك فيها اى نوع من الالم و الحزن بدون قصد و الله يعلم انه بدون قصد و ان كان بقصد و هو يعلم فاسأله العفو و العافية على كل حال
أماه كم اندم على كل قبلة لم ازين بها يديك و رأسك و قدميك فهى لك حق و على واجب اديت بعضه و قصّرت فى اخر فسامحينى... ارجوك ان تسامحينى
اماه لا يدرك المرء احيانا كم كابدت الام من اجله الا حين يرى رأى العين بعض ما تعانيه ...
لازمتنى اختى و ابنها بعد رحيلك ثلاثة من الاشهر و اختبرت معها و عاينت بعض الارهاق و التعب و الكد الذى تعانيه الام مع طفل واحد فما بالى حين كابدت اماه انت ذلك مع تؤام
و الله الذى رفع السماء بلا عمد و بلا عون او سند لو سكبنا دموعا تملاء البحار و المحيطات او تصدقنا او تزكينا عنك زنة جبال الارض و ترابها او مهما فعلنا فلن نوفيك مثقال ذرة نعم مثقال ذرة من بعض كدك و حقك علينا
الله وحده هو من سيوفيك ما تستحقين ايتها الام
و يا كل ام ايقنى بعظيم اجر و جزاء من الله
اماه ...
ترانى اثقلت عليك كعادتى ..... اراك تحملت ذلك عنى بعظيم حبك و حنانك و عطفك
اسمحى لى ان يكون للحديث بقية

ليست هناك تعليقات: