الاثنين، أغسطس 11، 2008

واحتى (1)


رحلتى نحو الافق ليست رحلة نحو السراب
بل رحلة نحو الحقيقة
رحلتى نحو الافق اخوض فيها غمار بحر ليس ككل البحار
بحرى الذى اخوض فيه صحراء مترامية الاطراف
ققار ممتدة
اتراها خاوية على عروشها؟
اترانى اجد واحتى بها ؟!
يقولون لى انها سراب
ليست كذلك
فسرابهم حقيقتى و حقيقتى سرابهم
تلفحنى شمس صحاريهم
تكوى حرارتها قلبى حتى كادت ان تبخر ما به من حياة
ابحث فيها عن واحة امن وامان
واحة استظل فيها من رمضاء القسوة
واحة يروى عذب مائها جفاف حياتى
واحتى سبب حياتها من يسكنها و يعمرها
نبع عذب مائها من فيض رقة و حنان قلوب ساكنيها
وارف شجرها يرتوى فينبت من عذب هذا النبع الصافى
ينبت زهرا يفوح عطرا يملاء الاركان
يطرح ثمرا يشبع كل جوعان
يلقى ظلا به يستظل المتعب الحيران
بها قلوب تحتوى و تحوى الخير و الحب و البر لكل انسان
تلك هى وجهتى
تلك هى قبلتى
انها واحتى
حقيقة لا سراب
اعلم انى لكى اصل اليها لا بد لى ان اخوض صحار و قفار
صحار ليست ككل الصحارى
فيها ما فيها
جفافها ينبع من جقاف ارواح من يسكنونها
قسوتها تفيض من قسوة من يجوبون دروبها
ثقلت قدماى جف ريقى
احترق قلبى
هوى جسدى
هوى تحت وطأة ما لاقى و عانى
يستسلم جسدى
اغمض عينى
ينعكس على مقلتى حلم روحى و فؤادى
حلمى بواحتى
حلمى بالراحة و السكينة
بالامن و الامان
هل هو حلم ؟هل هو سراب؟
انظر نحو افقى الذى ارنو اليه
اشعر بروحى تنسل من جسدى
تجوب القفار
تبحث
عساها تجد الذى يسعف ما بى
هاهى واحة تلوح لها من بعيد
واحة ارواح ملؤها الحياة
ارواح نبعها الخيرارواح فيضها الامان
ارواح سمتها الحنان
واحتى حقيفية ليست سراب
اذا لما اوهمنى ساكنى القفار انها وهما و سرابا
ادركت الان ان سرابى حقيقة و حقيقتهم سراب
واحتى ليست سرابا و لا وهما
تعود الىّ روحى سريعا و قد اسعفها و بث فيها الحياة ما وجدت
تعود و قد احياها عبيرهم
تعود و قد رواها طيب و عذب و خير نبع قلوبهم
تعود تنسل داخل شرايينى داخل اوردتى
تصل الى فؤادى كاد نبضه ان يخفو و ان يفارقنى و تفارقنى معه الحياة
اتمسك بضعيف انفاسى
استجمع ما بقى فى من قوة
اشعر بالحياة تعود الى
هاهى روحى قد عادت الى
عادت تخبرنى ان سرابى كما توهموه سرابا و اوهمونى بذلك ما هو الا حقيقة لا خيال
نعم حقيقة
عادت روحى تدفعنى ان اكمل رحلتى
رحلتى حيث واحة الارواح
تلك الارواح التى اعياها ما اعيانى
فاجتمعت تمسح عن قلوبها قسوة و جفاف ما الم بها عبر رحلتها فى القفار و الصحارى
ها انا امضى فى دربى
و لكن هذه المرة امضى و قد ايقنت انى لست اهيم على وجهى فى بحر الرمال المترامى
لى هدف امضى نحوه
لى افق ارنو تجاهه
و رحلتى نحو افقى تستمر بى
الى حيث واحتى
الى حيث حقيقتى

هناك 6 تعليقات:

ابوعبدالعزيز الكثيري يقول...

أخي العزيز / باسم
بداية أسعدني التعرف على شخصك عبر هذه المدونة ..
أهنئك على أسلوبك الجميل في إخراج مكنون الضمير .. أتمنى لك المزيد من التوفيق و النجاح .
أخي الكريم .. أهم شيء قناعاتك .. لا يهم ما يقوله و يعتقده الآخرين .. إذا كنت قد حددت هدفك .. وتيقنت أنه هوَ ما تريده فلا تجعل أحد يخرجك عن مسارك .. أتمنى أن تكون قد وصلت الى واحتك وارتويت منها و وارتحت من تعبك تحت ظلها الوارف ..

تقبل تحيتي و مروري ..
و الله أسأل لي ولك التوفيق و السداد

Walaa Elshamloul يقول...

اخى العزيز باسم
كلامتك وصلتنى جداَ ولمستني بقوة
لديك قدرة رائعة على الوصف والتعبير
ربنا يكرمك وينير لك طريقك دائماً، ويجعل حياتك دائماً وواحات لا تنتهي وعذوبة ممتدة بلا صحراء ولا سراب.

باسم يقول...

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
اخى الكريم بسـّام
بارك الله فيك بكل خير
و شكرا لمرورك الكريم الذى ارجوا ان يدوم ان شاء الله
نعم ما تقوله اخى هو الحق
المرء يعرف هدفه و يسعى اليه
و لا يعنى ابدا وجود من يحول بينه و بين هدفه انه فقد الايمان بهدفه او تزعزع عنه
و احد وسائلهم هو محاولة بث الشكوك فى كل شئ و وضع المعوقات
هنا تتجلى قوة الايمان بالهدف و الغاية
نسأل الله الثبات لنا جميعا على الحق و الخير حتى نصل الى جنته و مرضاته جلّ و علا

باسم يقول...


اختى الكريمة ولاء
بارك الله فيك بكل خير دائما ابدا
و شكرا على مرورك الكريم و كلماتك الطيبة و دعائك الذى اسال الله ان يتقبله منك و يرزقك خيرا مما دعوت لى به

زهرة الجنة يقول...

السلام عليكم ورحمة الله

تحياتي اليك يا صاحب الواحةD:

في كل مرة اخي اقرأ لك فيها أهنئك علي أسوبك الغاية في الروعة
تستطيع بقلمك الوصول الي أعماق النفوس

اخي العزيز ..عندما يحدد الأنسان طريقه وهدفه وطالما هو واثق به لن يستطع اي شيء ان يخرجه عن مساره الذي يسير فيه

أتمني لك وصول موفقك لواحتك وأسال الله لك واحة عذبة بلا سراب

باسم يقول...

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
اختى الكريمة زهرة
بارك الله فيك و بك و لك بكل خير دائما ابدا
و يشرفنى دائما زيارتكم الكريمة لمدونتى البسيطة
نعم اخية اتفق معك فيما اشرت اليه
لا خلاف ابدا على ان تهديد الهدف و السعى اليه بايمان و ثقة لن يمنعه شئ ابدا نعم قد يؤخر من ميعاد الوصول و لكن حتى لو تأخر داهرا فانه سيظل يواصل سعيا و لن يهدأ بالا حتى تلامس عيون قلبه و روحه ارض غايته و هدفه