الأربعاء، أغسطس 13، 2008

واحتى (2)

واحتى
ايقنت الان
و عرفت الان
انك واقع رغم كل شئ
انك الحقيقة رغم كل شئ
افقت من كبوتى
و نهضت
و عدت اجول بناظرى
نعم انا فى نفس الصحراء
و لكن اراها الان على حقيقتها
رمالها الصفراء ان دققت النظر فيها جيدا
رايت حقيقتها
رابت انك وحدك و لست وحدك
حولك الكثيرين و رغم ذلك تشعر انك وحدك
رغم الحرارة الشديدة فى قلب الصحراء
الا انك تشعر ببرد شدبد يجتاح فؤادك
حتى انك تخاف ان يتجمد من شدة البرودة
دقق النظر
تفحص جيدا
نعم هناك الملايين و الملايين
و لكن ..........
لكن .......لهم ملمح واحد
كلهم بدون ملامح كلهم كالصحراء
هل هم من اكسبوا الصحراء جفوتها و قسوتها و صفرتها و جفافها؟
هل هم سبب قسوتها و وحدتها و وحشتها و برودة ليلها ؟
ليت الامر كذلك و كفى
لكنهم رغم كل ذلك يقتاتون على ارواح عابرى السبيل
على قلوب من يمرون بهم فى طريقهم الى النجاة بانفسهم بحثا عن واحتهم
يريدون ان تزداد صحاريهم اتساعا بضحاياهم
مصاصى ارواح
اكلى قلوب
يا لفسوتهم
يا لغلظتهم
لا يكفيهم ما هم فيه

يسعون ان يكون الجميع امثالهم
صحارى جافة قاسية
لا يرحمون
لا يشفقون
لا تطرف لهم عين و هم يغتالون
تتعد طرقهم و اساليبهم
و لكن فى النهاية غرضهم و هدفهم واحد
قلبك هو الهدف
روحك هى الغاية
منهم من كالرمال المتحركة يبتلعك
و كلما اردت النجاة منهم ازداد غرقك حتى يبتلعوك عن اخرك
منهم من كالسراب من تتوهم انهم النجاة و هم لا شئ سوى السراب و الوهم
فما ان تاتيهم حتى تكون نهايتك
منهم من يتخفون كحملان و هم الذئاب
حتى ما ان تقترب منهم سفكوا قلبك بدم بارد
و منهم من ياتيك دون مواراة او مداراة
ياتيك بوجهه الذى لا تعرف له ملمحا ولا شكلا و لا لونا
ياتيك بقسوته و برودته و جفوته و وحشته
يحاصرك يكتفنك من كل الجهات حتى يفوز بهلاكك
هولاء هم الصحراويون
لكن هل هم كل الصورة ؟
هل هم اللون الوحيد فى هذه اللوحة المترامية الاطراف ؟
هل هم الوجه الوحيد ؟
لو كان الامر كذلك لما كانت هناك واحتى
لما كانت هناك جنتى
لما كان هناك من يعمرونها و يسكنونها
و يكسبونها الحياة و الروح السامية و القلب النابض
يكسبونها الوانهم الزاهية
يعطرونها بعبيرهم الطيب
يمدونها بدفئها الرقيق
يحركون نسيمها بنسماتهم الحنونة
يجرى عذب مائها من فيض رقة قلوبهم
قبل ان اكمل رحلتى كان لا بد ان اتعرف على ما حولى
كان لزاما ان اتعرف على اهلها و ساكنيها حتى استطيع ان اكمل دربى الى واحتى
واحتى....
صرت حقيقتى
و غايتى
اليك اسير و اسعى بكل ما فىّ و ما لىّ

هناك 8 تعليقات:

ahmed_k يقول...

كلماتك جميله يا باسم
ولكن يا صديقي
دع عنك التشائم
وستعثر علي واحتك
وارفة الظلال
ذات النسيم الربيعي
إعشق الجمال ترى الوجود جميلا

تقبل تحياتي

باسم يقول...

اخى الكريم احمد
مرحبا بزيارتك الكريمة
هل تصدقنى اذا قلت لك انه ليس تشاؤم
بل هو الاقتراب للواقعية اكثر
كما يوجد الجمال يوجد القبح
كما يوجد الخير يوجد الشر
كما يوجد الفرج يوجد الترج
بل ان قيمة الجمال و الخير و الفرج تزداد لدينا و نقدرها حق قدرها حين نرى ضدها ماثلا امام اعيننا
لو ان التشاؤم هو سيد الموقف لما رايت الواحة و لما كانت غايتى و لما رايت سكانها بكل ما بهم من خير
و لرأيت فقط اهل الصحراء المقحلة
بكل ما بهم من جفاف
سيظل الامل وليدا فى القلب و العقل
سيظل الغد هو الامل فى ان يحمل لنا فجرا جديدا يبدد ظلمات كل ما يحيط بنا

اعترف ان هناك شعرة رقيقة بين الواقعية كما اراها و التشاؤم
هى شعرة رقيقة
الفارق انى اؤمن ان الغد سيحمل لنا الخير بشرط ان نسعى نحن لهذا الخير ان نخرجه من حيث وأدناه فى قلوبنا و وأدنا قلوبنا فى الماديات فقط

اخى الكريم شكرا مجددا لمرورك الكريم
و لكلماتك التى تنم عن قلب يحب الخير لكل من حوله اسال الله لك الخير كل الخير

على عبدالله يقول...

ممكن اعبر عن وجهة نظرى ومش عارف ان كانت صح ولا غلط
بس عامة حتى يظهر الخير لابد من شر يظهر جمال هذا الخير بقبحه (الشر)
فنحن لا نعرف الراحةالا بالتعب
ولا نعرف قيمة الفرح الا بالحزن
ولا نعرف قيمة ما نحن فيه من نعيم الا بحرماننا من هذا النعيم
فالنعيم لا يدرك بالنعيم
حفة الجنة بالمكاره

واحتى هى الجنة ان شاء الله تعالى
وبفضل الله يسر الله لنا معرفة الجنة والوصول اليها
واسال الله بمنه وفضله وجوده وكرمه ان يكرمنا واياك والمسلمين اجمعين بالفردوس الاعلى
اللهم امين

مع وافر تحياتى

باسم يقول...

اخى الكريم على
مرحبا بك و بكلماتك و ارائك فى كل وقت
اتفق معك فيما اشرت اليه من ان الاشياء لا تدرك قيمتها الا باضدادها

حين كتبت كلماتى تلك كان ما يشغل بالى
هو واحتى لم اكن اقصد بها واحة من واحات الدنيا ابدا فالدنيا الى فناء بكل ما بها و ما فيها
كنت اقصد الجنة كما تفضلت و اشرت
و طريقنا اليها لا بد ان يمر بابتلاءات و اختبارات
و هى الصحراء التى اشرت انا اليها
اما عن طبيعة الصحراء و اهلها
فقد قابلنا فى دنينا اشباههم و امثالهم
ممن حين تعاملهم يعطوك الانطباع انه لا حياة الا الحياة الدنيا نموت و نحبا و ما نحن بمبعوثين
هذا لسان حالهم
هذا التكالب المحموم على الدنيا بكل ما فيها من ماديات و تجاهل للقيم و الانسانيات زاد بقوة و طغى الا ما رحم ربنا
و هذا لا ينفى اننا نقابل من نحسبهم ايضا يسلكون نفس الطريق الى الواحةليكونوا من قاطنيها و عمارها
يتشاركون الطريق يهونون على بعضهم البعض الامه و صعابه
نسأل الله العفو و العافية لنا جميعا و ان يبلغتا ظاعته و مرضاته على خير ما يحب و يرضى

شكرا لمروروك الكريم

زهرة الجنة يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحياتي الي صاحب الواحة الذي أستطاع الوصول بها للواقع الذي لابد أن نراه

وبالرغم من قسوة ذلك الواقع الا ان الطريق الي تلك الواحة مليئ بالأمل

فبالرغم من وجود القيم الثلاث في حياتنا " الحب - والخير - والجمال"

الا أننا لا نعرف قيمتهم الا عندما نشعر بـ " البغض - الشر - القبح"

فعندما يفقد الأنسان الأمل يفقد معه الرغبة في كل شيء
فعندما نقع في محنة نخرج منها بالوثوق في قدرة الله وحسن الظن به

فالأمل دائما يجعلنا نستمر للوصول لغايتنا بفضل الله

فالغد دائما يحمل كل أمل جديد لواحات أفضل

أتمني من الله أن تصل الي واحتك بامان
تحياتي وتقديري

باسم يقول...

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
اختى الكريمة زهرة
جزاك الله الخير كل الخير
و مرحبا دائما بمرورك الكريم
و بكلماتك التى تحمل فى طياتها القدرة على الاستشراف و الفهم العميق لما حملته الكلمات حتى و ان عجزت الكلمات احيانا و لم تطاوع كاتبها فى ايصال مراده منها فانه لا بد يسره استيعاب متلقيها و عمق رؤيته التى تثرى الموضوع فى حد ذاته
و شكرا للمرور الكريم

nona يقول...

اخى باسم
اسلوبك جميل جدا و واحتك اجمل
هى فعلا الدنيا الاى عايشنها مش حلوة قوى و لا جميلة و كل شى فيها بيخلينا كل يوم نتعقد اكتر و اكتر بس برضة فيها ناس كويسة و ناس جميلة و ناس تخليك عشانهم تبقا سعيد و يدونا الامل ليومنا و لبكرة و اكيد لكل عملة وجهين و بلاش نبص لوجة واحد نبص للوجة الجميل
اتمنا انى لما ادخل المرة الجاية الالقى واحة كلها امل و تفاءل
اصل الدنيا كدة كدة ماشية بينا من غيرنا فالية ما نبقاش احنا احسن من الشى الوحش الاى بنشوفة
و عشان نعرف الشى الجميل و نقدرة لازم نشوف الشى الوحش و الا انت اية رايك

باسم يقول...


اختى نونا
مرجبا بك و بكلماتك الطيبة
نعم اتفق معك فيما تفضلت بالاشارة اليه
ان الاشياء تعرف قيمتها باضدادها
اوقن ان الحياة الدنيا ما هى الا ممر
طالت قصرت عظمت هانت ما هى الا متاع الغرور
و من اراد الله به خيرا جعل له الدنيا فى طاعة و قرب منه تعالى
و انار بصيرته و بصره فراى منها حقيقتها فزهد فيها و ما اخذ منها الا ما يوصله الى النجاة و الى الحياة الحقيقية
نسأل الله لنا جميعا السداد و الرشاد
و شكرا لمروركم الكريم
و الى تواصل فى خير و على مرضاة من ربنا يجمعنا