الثلاثاء، أغسطس 26، 2008

حان الرحيل فبكى و ابكانى


حان موعد الرحيل
و كان لابد لى من وداعه
فحثثت الخطى اليه ...
و ابحرت بى ذاكرتى
هاهو يوم علمنا بمقدمه
هاهى ساعة بـًـشّرنا به و كأنى بالامس القريب
بل منذ لحظات وقفت استقبله فيمن وقفوا
و قد اشرأبت الاعناق لمقدمه
و هاهو يطل علينا ضيف كريم ما أكرمه
رسول بالخير ما أجوده
أقبل علينا بوجه كالبدر مضئ
ابتسامته تضئ سماء الدنيا و تنير طريق الاخرة
بياض ثيابه أشد بياضا و نقاءا من الثلج
يسبقه عطره الفواح
عطر ما أطيبه لكأنى به من الجنة
أهو من الجنة!!
نعم من الجنة فضيفنا آت من هناك
و اقبل بوجه ملؤه البشر و الحبور
وقال لنا مبتسما تسبق ابتسامة قلبه و عينه ابتسامة ثغره
اتيتكم بخير ليس له مثيل و لا نظير
فىّ ليلة خـًـبّـئت لهى خير من ألف شهر
استعدوا لها و تحروها تحرى المحب المشتاق
أتيتكم برحمات و نسمات من ربكم فهل من مشمر ؟
هل من متعرض لها فيفوز فوزا عظيما
يا باغى الخير اقبل اقبل
و يا باغى الشر ادبر ادبر
اتيتكم بسلعة
هى الجنة
الا انها سلعة الله
الا انها سلعة الله
الا ان سلعة الله غالية
الا ان سلعة الله غالية
و كان هذا حاله و دأبَه معنا مذكرا واعظا مبشرا لا يكل و لا يمل و لا يفتر
و تذكرت كيف انفرطت اللحظات تباعا حتى اتى موعد رحيله
و كأنه اقام بين اظهرنا ثوان معدودات
و وقفت استاذن للدخول عليه
فاتانى صوته الوقور يأذن لى
دخلت عليه و هو يحزم متاعه و يرتب اغراضه و قد التف حوله قلة من مودعيه
و حينها ترك ما بيده و التفت الىّ و نظر الى و اطال النظر
كأنى بها نظرة مودع محب قد لا يرى مرة اخرى من يودع
و اخذ بيدى و اجلسنى
قال لى اى بنى :
هذا اخر عهدى بكم ازف الرحيل و لا بد منه
اسمع منى و بلغ عنى
لتعلموا انى ما اُرسلت لاحد من قبلكم من الامم بل انا خاصة الله لكم و عطيته انزلها اليكم
فىّ من الخير ما لا يحصيه الا الله و لا يعلمه الا الله و لا يجزى به الا الله
لكن اى بنى ما الى اراكم زهدتم الاخرة الباقية و تعلقتم بالدنيا الفانية
ما لى اراكم بخستم بضاعتى و زهدتموها
مالى اراكم الحقتم بى و نسبتم الى ما ليس منى من المعاصى و الاثام و الشرور
الصقتم بى المنكرات بل و زففتموها زفا الىّ
اى بنى هل جزاء الاحسان الا الاحسان ؟؟!!؟؟
ما لى اركم و قد اثاقلتم الى الارض أرضيتم بالحياة الدنيا من الاخرة بدلا؟!؟
فما متاع الحياة الدنيا فى الاخرة الا قليل
اى بنى اُشهد الله انى احبكم
اُشهد الله انى اخاف عليكم
اُشهد الله انى ما اكننت لكم و ما حملت لكم الا الخير كل الخير
اى بنى راعنى ان اجد منكم فتورا و نكوصا و زهداً فى غير محله و موضعه
ما مضى على مقدمى الا سويعات قليلة
و زهد فى الجميع الا مأ رحم ربى
رغم انى ما سالت احدا عطاءا و لا جزاءا و لا شكورا
بل تعلم و يعلمون انى اتيتكم بعطاء و جزاء ليس يحمله اليكم الا انا
فمالى ارى هذا و قد جاهر بفطر و معصية
و مالى لا ارى له ناصح امين او اخذ على يده او حتى منكر بالقلب عليه فعلته
و مالى ارى اناسا غلبتهم المظاهر و غلبتهم الدنيا على امرهم
و مالى لا ارى اناسا الا فى ليلة واحدة زعموا انها ليلة القدر و لا يعلمها الا الله
و قد اتوا و كانهم الى امسية او رحلة او نزهة
و قد غابوا عن لقائى طوال اقامتى
و مالى...... و مالى ......و مالى .....
الا من رحم ربى منكم و عفا و منّ عليه بالوصل و الحرص على الخير
اى بنى ليس عتاب منى و الله لكم
و لكنه حرص المحب على حبيبه
و الله انى اخاف عليكم عذاب يوم عظيم
و الله انى اخاف عليكم عذاب يوم عظيم
فرفعت عينى انظر بها الى وجهه فوجدت دمعات تترقق على وجه المستنيركانها حبات لؤلؤ فـُـرطت
اى بنى آن اوان الرحيل
و انتصب واقفا تحوطه سنا الهيبة و الوقار
و ما زال دمعه يقطر و ما استطعت الا ان ارتمى فى احضانه للحظات
قد تكون هى اخر عهدى به فيصيبنى من خيره ما يكتب لى الله به النجاة مما انا فيه
نعم ربما يكون هذا اخر عهدى بك شيخى الوقور
اعلم انك ات لا محالة
لكن ما لا اعلمه و لا يعلمه الا الله انه حين عودتك ربما اكون فى دار غير الدار
إسال الله لنا العفو و العافية شيخى الجليل
ربت على كتفى و اسرّ الى بكلمات فى اذنى و ابتسم لى و مسح دمع عينى بيده الحانية
و قال لى استودعك الله الذى لا تضيع ودائعه
و نظرت حولى فوجدت الكل عن وداعه لاه الا قلة وقفت تذرف الدمع من قلوبها قبل عيونها على فراقه و وداعه
و اخذ يبتعد عنا و كلما خطا بعيدا عنا
شعرت و كأن الضياء الذى كان يحيط بنا يخفت شيئا فشئ

الجمعة، أغسطس 22، 2008

يارب



اللهم يا ربنا
يا عزنا و جاهنا
يا عوننا و قوتنا
يا رحماننا و راحمنا
يا ملاذنا و ملجاءنا
نشكو اليك انفسنا و تقصيرها
نشكو الينا قلوبنا و غفلتها
نشكو اليك ضعفنا و هواننا و ذلتنا
نشكو اليك حيرتنا و قلة حيلتنا
نشكوا اليك ظلمنا و ظلمتنا
نشكوا اليك حاجتنا و فاقتنا
نشكوا اليك سوء ما بنا و قسوتنا
ربنا ضاقت بنا السبل و الدروب
ربنا تهافتت علينا الامم و الخطوب
و احاطت القسوة و الظلمة بالقلوب
و الهتنا الدنيا عما فيه النجاة و اغرقتنا الذنوب
الاهنا مولانا ربنا خالقنا بارينا
من لنا سواك نرجوه
ليس لنا الا اياك
ليس لنا الا رحمتك و مغفرتك
اللهم اغسل قلوبنا و ارواحنا بتوبة نصوح
اللهم تجاوز عنا تجاوز الكريم العفو
اللهم لا تردنا عن بابك و لا تقطع من قلوبنا خشيتك و محبتك و رجائك
اللهم تقطعت بنا الاسباب و غلقت دوننا الابواب
امدد لنا من لدنك اسباب النجاة و ارزقنا التمسك بها يا رزّاق يا وهاب
اللهم اشف سقم قلوبنا و ابداننا و ارواحنا
اللهم افض علينا نورا من لدنك به تذهب ظلمات ما بنا و ما حولنا
اللهم اجبر كسر قلوبنا
اللهم ارحم ضعف ما بنا
اللهم تجاوز عن زلاتنا و استر عن الخلق عوراتنا
اللهم اكسو عوراتنا بثياب طاعتك و تقواك و محبتك
اللهم ارزقنا العفو و العافية ما احييتنا
اللهم رحمة تذهب بكل قسوة
اللهم سعة تذهب بكل ضيق
اللهم توبة تذهب بكل ذنب
اللهم فرجا يذهب بكل كرب
اللهم فرحا يذهب بكل حزن
اللهم املاء قلوبنا ثباتا فى الحق و قوة فى اليقين و رحمة للخلق اجمعين
اللهم بلغنا من رمضان ما تبلغنا به مرضاتك و محبتك و تنزلنا به منزلة عبادك المقربين الطائعين
اللهم من لنا سواك ان رددتنا
نوقن انك لن تردنا و انك عن اعتاب بابك لن تقصنا
اللهم لغيرك لا تلجئنا و لا تذلنا
اللهم اشرح قلوبنا و كل ما بنا لطاعتك
اللهم اقبضنا اليك على طاعة تحبها و ترضاها
اللهم انت اعلم بما فى قلوبنا منا
و اعلم بحاجتنا منا
و اعلم بما ينفعنا و يضرنا منا
فالهمنا الصواب و اصرفنا برحمتك و فضلك عما فيه الهلاك
اللهم ارحم من لحق من احبتنا و اخوتنا و والدينا و من المسلمين بك
ارحمهم رحمة تغنهم عمن سواك
و ادخلهم الجنة دار السلام
و الحقنا بهم على خير ما تحب و ترضى
و ارزقنا برهم و صلتهم بما يرفع منزلتهم و تقر به قلوبهم و اعينهم
اللهم استجب لنا اجابة الكريم الجواد العفو السميع العليم القادر الوهاب الرزاق التواب
اللهم استجب لنا بكل اسم و صفة هى لك وحدك ما علمنا منها و ما لم نعلم

و صل اللهم و سلم على عبدك و نبيك خير الانام
اللهم امين امين امين


السبت، أغسطس 16، 2008

واحتى(3)


فى ابحارى الى واحتى
التقيت و ما زلت سالتقى الى ان يأذن الله برسو سفينتى
التقيت من ساكنى الصحارى من رضوا بها سكنا و نهاية
و التقيت بعابرى سبيل
يجتازونها بحثا عن واحتهم
يترافقون يتوافقون يتراحمون يهونون على يعضهم ألم المسير و رمضائه
كانوا ارواحا و قلوبا تشع النور فى ظلمات الليل
كانوا دفئا رقيقا حنونا فى قلب قسوة البرد و شدته
احدى هذه الارواح
هى روح من ارواح واحتى
بل هى ممن جعلها الله واحة تتجول بيننا
تاتينا نلوذ بها
تاتينا نستظل بها من وهج رمضاء حياتنا
تاتينا تمسح عن وجوهنا المنا
تمسح دمع قلوبنا و عيوننا
اسمحوا لى ان اخط لها رسالتى بمداد دمع شوق القلب و العين
مداد دواته الم الفراق
مداد قلمه شوق اللقاء
مداد ورقه وريقات الفؤاد
هى روح ابى
اخط لها رسالتى
روح لازمنتى و لا زمتها
احتوتنى دفاتنى تعلمت منها فى محنتها ما لم اتعلمه طوال حياتى معها
رافقتها و رافقتنى خلالها
كانت من السنين اربع و يزيد
تلازمنا تصاحبنا ترافقنا تعاهدنا تواصلنا
كان بها ما بها
و ما انّت او شكت او اهت مما بها
ملاءها الله بفضله رضا فما ضنت به على كل من حولها
كانت ينبوع دفء و حنو
كانت نسمة تنعش الفؤاد
كانت بسمة ترتسم على شفاك برغم ما بها
كانت نخلة باسقة فيها ما شاء الله لها من الخير
رماها الالم باحجاره فاهداها ثمار الرضا هدية لكل من حولها
كانت سحابة تظل
كانت غيمة تمطر جفاف ارضنا فتذهب ما بنا
تروى عطشنا و تنبت زهرنا
تعرف المعادن فى المحن و الشدائد
فكان معدنها صلب فى قوة ايمانه
كان ثمينا غاليا فى تشبعه برضائه
تعرف قوة الزهرة الجبلية بقوة جذورها
تشق الارض بصبرها
تبحث عن الماء و هى لم تغادر مكانها
و تزهر فتذهب بكل ما حولها
و يبقى جمالها يضفى جمالا على كل ما حولها
تضفى جمالا على الصخر
تضفى رقة على الحجر
تضفى حياة فتكون حياة
كنت اشعر بالمها فتدمع عينى فتاتى حنو قلبها يدا تمسح دمعى
تاتيها تريد ان تحتويها فتحتويك
تريد ان تخفف عنها فتكون هى رغم ما بها دواء تعبك و شفاء سقمك
ايتها الروح اشتقت اليك شوق المتعب للراحة
شوق العطش للماء
شوق الميت للحياة
ما الهاك ما بك عمن حولك
ما انستك الامك ان تكونى راحة لمن حولك

ما نسيتك ايتها الروح
و الله ما نسيتك
فمثلك لا ينسى لانك خططت اثرا فى كل موضع لمستيه
اثرا لا تمحوه الايام و لا تذهب به رياح الاعوام
فكتب الله لها البقاء لانها.... كانت حياة لكل من حولها
فصبر جميل و رضا حتى يحين اللقاء
لقاء ليس بعده فراق
و كما كان وداعى لك بين اذرعك
فشوقى للقاء تحتوينى فيه اذرعك و احضانك من جديد
فصبر جميل تعلمته و لمسته ورايته و قد جسده الله لى فيك ايتها الروح الحبيبة
و رضا زرعه الله فيك و رايت ثماره و قد اينعت
فحتى يحين اللقاء
حتى يحين اللقاء
لك كل حبى و شوقى
رب ارزقنى برها وان اكون الخير الذى فى عقبها
و ان اكون النبته نبتة الخير الذى قد بذر بذرتها فيفرح و يسعد حين يرى ثمرتها
و ها انا ما زلت اكمل الطريق التقى بهؤلاء و هؤلاء
التقى بمن يعمر و يبنى سرابا و التقى بمن يبنى بقاء و خلودا

و نكمل المسير معا الى واحتى.........

الأربعاء، أغسطس 13، 2008

واحتى (2)

واحتى
ايقنت الان
و عرفت الان
انك واقع رغم كل شئ
انك الحقيقة رغم كل شئ
افقت من كبوتى
و نهضت
و عدت اجول بناظرى
نعم انا فى نفس الصحراء
و لكن اراها الان على حقيقتها
رمالها الصفراء ان دققت النظر فيها جيدا
رايت حقيقتها
رابت انك وحدك و لست وحدك
حولك الكثيرين و رغم ذلك تشعر انك وحدك
رغم الحرارة الشديدة فى قلب الصحراء
الا انك تشعر ببرد شدبد يجتاح فؤادك
حتى انك تخاف ان يتجمد من شدة البرودة
دقق النظر
تفحص جيدا
نعم هناك الملايين و الملايين
و لكن ..........
لكن .......لهم ملمح واحد
كلهم بدون ملامح كلهم كالصحراء
هل هم من اكسبوا الصحراء جفوتها و قسوتها و صفرتها و جفافها؟
هل هم سبب قسوتها و وحدتها و وحشتها و برودة ليلها ؟
ليت الامر كذلك و كفى
لكنهم رغم كل ذلك يقتاتون على ارواح عابرى السبيل
على قلوب من يمرون بهم فى طريقهم الى النجاة بانفسهم بحثا عن واحتهم
يريدون ان تزداد صحاريهم اتساعا بضحاياهم
مصاصى ارواح
اكلى قلوب
يا لفسوتهم
يا لغلظتهم
لا يكفيهم ما هم فيه

يسعون ان يكون الجميع امثالهم
صحارى جافة قاسية
لا يرحمون
لا يشفقون
لا تطرف لهم عين و هم يغتالون
تتعد طرقهم و اساليبهم
و لكن فى النهاية غرضهم و هدفهم واحد
قلبك هو الهدف
روحك هى الغاية
منهم من كالرمال المتحركة يبتلعك
و كلما اردت النجاة منهم ازداد غرقك حتى يبتلعوك عن اخرك
منهم من كالسراب من تتوهم انهم النجاة و هم لا شئ سوى السراب و الوهم
فما ان تاتيهم حتى تكون نهايتك
منهم من يتخفون كحملان و هم الذئاب
حتى ما ان تقترب منهم سفكوا قلبك بدم بارد
و منهم من ياتيك دون مواراة او مداراة
ياتيك بوجهه الذى لا تعرف له ملمحا ولا شكلا و لا لونا
ياتيك بقسوته و برودته و جفوته و وحشته
يحاصرك يكتفنك من كل الجهات حتى يفوز بهلاكك
هولاء هم الصحراويون
لكن هل هم كل الصورة ؟
هل هم اللون الوحيد فى هذه اللوحة المترامية الاطراف ؟
هل هم الوجه الوحيد ؟
لو كان الامر كذلك لما كانت هناك واحتى
لما كانت هناك جنتى
لما كان هناك من يعمرونها و يسكنونها
و يكسبونها الحياة و الروح السامية و القلب النابض
يكسبونها الوانهم الزاهية
يعطرونها بعبيرهم الطيب
يمدونها بدفئها الرقيق
يحركون نسيمها بنسماتهم الحنونة
يجرى عذب مائها من فيض رقة قلوبهم
قبل ان اكمل رحلتى كان لا بد ان اتعرف على ما حولى
كان لزاما ان اتعرف على اهلها و ساكنيها حتى استطيع ان اكمل دربى الى واحتى
واحتى....
صرت حقيقتى
و غايتى
اليك اسير و اسعى بكل ما فىّ و ما لىّ

الاثنين، أغسطس 11، 2008

واحتى (1)


رحلتى نحو الافق ليست رحلة نحو السراب
بل رحلة نحو الحقيقة
رحلتى نحو الافق اخوض فيها غمار بحر ليس ككل البحار
بحرى الذى اخوض فيه صحراء مترامية الاطراف
ققار ممتدة
اتراها خاوية على عروشها؟
اترانى اجد واحتى بها ؟!
يقولون لى انها سراب
ليست كذلك
فسرابهم حقيقتى و حقيقتى سرابهم
تلفحنى شمس صحاريهم
تكوى حرارتها قلبى حتى كادت ان تبخر ما به من حياة
ابحث فيها عن واحة امن وامان
واحة استظل فيها من رمضاء القسوة
واحة يروى عذب مائها جفاف حياتى
واحتى سبب حياتها من يسكنها و يعمرها
نبع عذب مائها من فيض رقة و حنان قلوب ساكنيها
وارف شجرها يرتوى فينبت من عذب هذا النبع الصافى
ينبت زهرا يفوح عطرا يملاء الاركان
يطرح ثمرا يشبع كل جوعان
يلقى ظلا به يستظل المتعب الحيران
بها قلوب تحتوى و تحوى الخير و الحب و البر لكل انسان
تلك هى وجهتى
تلك هى قبلتى
انها واحتى
حقيقة لا سراب
اعلم انى لكى اصل اليها لا بد لى ان اخوض صحار و قفار
صحار ليست ككل الصحارى
فيها ما فيها
جفافها ينبع من جقاف ارواح من يسكنونها
قسوتها تفيض من قسوة من يجوبون دروبها
ثقلت قدماى جف ريقى
احترق قلبى
هوى جسدى
هوى تحت وطأة ما لاقى و عانى
يستسلم جسدى
اغمض عينى
ينعكس على مقلتى حلم روحى و فؤادى
حلمى بواحتى
حلمى بالراحة و السكينة
بالامن و الامان
هل هو حلم ؟هل هو سراب؟
انظر نحو افقى الذى ارنو اليه
اشعر بروحى تنسل من جسدى
تجوب القفار
تبحث
عساها تجد الذى يسعف ما بى
هاهى واحة تلوح لها من بعيد
واحة ارواح ملؤها الحياة
ارواح نبعها الخيرارواح فيضها الامان
ارواح سمتها الحنان
واحتى حقيفية ليست سراب
اذا لما اوهمنى ساكنى القفار انها وهما و سرابا
ادركت الان ان سرابى حقيقة و حقيقتهم سراب
واحتى ليست سرابا و لا وهما
تعود الىّ روحى سريعا و قد اسعفها و بث فيها الحياة ما وجدت
تعود و قد احياها عبيرهم
تعود و قد رواها طيب و عذب و خير نبع قلوبهم
تعود تنسل داخل شرايينى داخل اوردتى
تصل الى فؤادى كاد نبضه ان يخفو و ان يفارقنى و تفارقنى معه الحياة
اتمسك بضعيف انفاسى
استجمع ما بقى فى من قوة
اشعر بالحياة تعود الى
هاهى روحى قد عادت الى
عادت تخبرنى ان سرابى كما توهموه سرابا و اوهمونى بذلك ما هو الا حقيقة لا خيال
نعم حقيقة
عادت روحى تدفعنى ان اكمل رحلتى
رحلتى حيث واحة الارواح
تلك الارواح التى اعياها ما اعيانى
فاجتمعت تمسح عن قلوبها قسوة و جفاف ما الم بها عبر رحلتها فى القفار و الصحارى
ها انا امضى فى دربى
و لكن هذه المرة امضى و قد ايقنت انى لست اهيم على وجهى فى بحر الرمال المترامى
لى هدف امضى نحوه
لى افق ارنو تجاهه
و رحلتى نحو افقى تستمر بى
الى حيث واحتى
الى حيث حقيقتى

الجمعة، أغسطس 08، 2008

ميلاد جديد



مضى به الرحيل
يشعر بالتيه
جسد بلا روح
قلب بلا نبض
حياة بلا حياة
موت بلا موت
مضى به الرحيل يبحث عن لحظة ميلاد جديد
طال به الرحيل وفى لحظة اضاء فجرها الحياة
شعر بدفء الحياة يسرى فى جسد اعياه برد القسوة
و قسوة الوحدة
و وحدة الغربة
و غربة القلب و الروح
شعر بروح تسرى فى خلاياه
فتنفض عنها تراب الموت و تجلو عن وجهها عتمته
شعر بنبض الحياة يهز اركان هذا القلب الذى استكان للوحدة و الحزن و قبع فى عتمته

تمر لحظات يقاوم فيها
فقد رضى بما فيه حاله و استسلم حاله لما رضى به
لكن هذه الروح و تلك النبضات و ما بها من حياة ثابرت قاومت جاهدت لانها معركة حياة
فقد هامت تبحث عن مسكن تسكنه يسكنها يسّكن ما بها يشع فيه دفء دفئها و دفئه
تبحث عن نهر ماؤه يروى عطش كل ما بها
و تغذى جداوله و شراينه بماء حياتها
قاومت هذه النبضات و تسربت و تسربلت بقلبه
فقد كانت غريقا وجد فى ظلمات بحر الحياة حبل نجاة
وجدت فيه سكنا و امنا و امانا و حصنا و ملاذا و ملجاءا و درعا يرد عنها سهام الحياة و غدر طعناتها
كانت وليدا يلوذ بامه من كل شئ
يتحصن بدفء احضانها
يلتحف بغطاء امانها
يختبئ داخل شغاف و ثنايا قلبها
و قاوم و ما استطاع الا ان يفتح ابواب حصونه
ما استطاع ان يرى جراحا تثعب اها و ألما دون ان يشفى ما بها بيد محبته و حنانه
ما استطاع ان يصم آذان قلبه عن نحيب قلبها دون ان يمسح دمع قلبها بحنو قلبه
ما استطاع الا ان يستسلم لها و بها
حاله حالها

شفاء ما به هى
هو دواء دائها

و يسود صمت حديثه نبض القلوب

و تمضى بهم لحظات ليست كاى لحظات
لحظات توقف الكون بكل ما فيه يرقبهما
لحظات عناق حياة تعانقت بها الروح و جسدها
تعانق فيها القلب بنبضه
لحظات نبع الحب و العشق و الحنين و الحنان و الشوق من ثناياها و ثوانيها كندى الصباح
ندى يروى كل ما بهما
يرتويان منه يتشربانه حتى النخاع و يمطرانه غيثا و حياة تعانق كل ما حولهما

فتسرى الحياة بدفء انفاسهم
و يتلاشى الظلام ببريق نبض القلب
و تسكبه العيون انهار ضياء على الوجود

لطالما تسائلا
ايهما الروح و الجسد؟
من القلب و من نبض الحياة؟
من الروح و من مناها؟
من العين و من ضوء ضياها؟
من الحب من المحب و من المحبوب؟
ايهم العشق و ايهم العاشق و من المعشوق؟
من الحنان و من الشوق و من الحنين ؟
...........................
انهما
.....
الحياة للحياة