الجمعة، نوفمبر 06، 2009

الى لقاء (3)

و تمربى اللحظات....
و أمر بذكرياتى...
و نلتقى
فى اخر زيارة لك قبلتك و ودعتك و كان فى القلب شئ لم اعه
خرجت و تركت اختى و انطلقت اسير لكم من الوقت لم ادرى
و يشرق صباح يوم اخر علىّ انطلق الى عملى
كل يوم كنت اخذ اذن من عملى لانصرف حتى الحق موعد الزيارة
قبيل الظهر بنصف ساعة يأتى اتصال على هاتفى
السلام عليكم
و عليكم السلام و رحمة الله
فلان
نعم انا فلان
مستشفى ....
ادركت قبل ان يكمل ما حدث
انّا لله و انّا اليه راجعون لا حول و لا قوة الا بالله
انتفضت من مقعدى
احاول ان اجمع شتات نفسى
اخرج الى الممر فكرت للحظة ان اتصل باختى ..
و تراجعت فضلت ان اتصل بزوجها اولا
اعلم انها بمفردها فى المنزل مع طفلها اشفقت عليها
نقلت له الخبر و اتصلت باقاربى
كان مديرى يقف بقربى اشهد الله انه نعم الاخ و الصديق جزاه الله كل الخير عنى
تمالكت نفسى و لكن غلبتنى دموعى
التف حولى زملائى معزين
دقائق و انطلقت مع مديرى فى سيارته الى المشفى طوال الطريق امر بذكرياتى و تمر بى
لم يتوقف هاتفى عن الرنين
اتصل بى شيخى اعتذر عن تمكنه من الحضور لانه على سفر
لكنه فى دقائق اعد الامر و اتصل باخوة كرام ليكونوا بجانبى
و تفضلت اخت كريمة هى زوج لاخ كريم بان تقوم بامر الغسل
هذه الاخت تقطن فى المبنى المقابل لنا هكذا قصت لاختى
و انها كانت ترى امى حين تجلس فى شرفة المنزل صباح كل يوم
و تمسك بيدها ورقة تقرأ منها خمنت الاخت انها ورقة اذكار و قد كانت .
سبحان الله لم يجمع بينهما اللقاء فى دنيانا و جمعهما هذا الامر
اتصل بصديقى و اخى و قبل ان انطق عرف ما بى و كان هناك فى انتظارى
وصلت المستشفى اعطيتهم بطاقتها لانهاء الاجراءات و سألت اين هى ؟
و اخبرونى عن المكان
هرعت اليها
طلبت ان اكون معها بمفردى
دخلت و القيت السلام كعهدنا معا
و كشفت عن وجهها يشهد الله على ما اقول انى رايت ابتسامة وجهها تنيره
قبلتها و قبلت يديها و قدميها طلبت العفو و الصفح منها
اعتذرت عن كل ما بدر منى بحقها
اعلم انها اخر مرة اجتمع بها فى دنيانا و هذا اخر عهدى بها
اخرجونى من عندها لبدء توافد الاقارب و الاصدقاء
نعم الاخ اخ لك فى الله لم يجمعك به الا الله و لم ينصحك الا فى الله
فاحمد الله حمدا كثيرا كما ينبغى لجلال و جهه و عظيم سلطانه
ان منّ علىّ بجوده و كرمه بامثال هؤلاء الدرر الثمينة النادرة الوجود فى دنيانا
فليس كل من قال لك احبك يعنى ما قال
فالحب افعال لا فقط اقوال
و ما كان لله دام و اتصل و ما كان لغيره انقطع و انفصل.
و تقرر الصلاة عليها بعيد صلاة العصر
لا يبعد المسجد عن المشفى الا بضعة امتار هى عرض الطريق مرورا اليه
حضرت اختى تحمل طفلها اسرعت اليها اهون لعلى اهون عليها و علىّ بعض ما بها
اذكرها بالله و بحكمته التى اجراها علينا و اذكرها بمصابنا فى خير خلقه صلى الله عليه و سلم
و ان بعد مصابنا به كل شئ يهون و و الله الذى لا اله غيره اتصل بى اخ لى
و هو احد شيوخى الكرام من السعودية فى حينها و قدم لى العزاء
و اول ما ذكرنى ذكرنى بمصابنا فى رسولنا الكريم و والله حين ذكرنى به هدأ القلب و استكان
تمالكت زمام امرها و طلبت الدخول عليها منفردة و كان منها ما كان منى و اكثر
و يبدأ الغسل بحضورها و حضور بعض المقربين من امى رحمها الله وسائر المسلمين
و طوال هذه اللحظات و ما اطولها و ما اثقلها
اجد ما ذكرت من صدق اخوة فى الله يهونون و يصبرون و بالله هم يذكرون
و ينتهى ما يقمن به و نحملك اماه
الان تحملين.... و كم حملتنى ....و تحملتنى اماه...
كم ..و كم... و كم...
ندخل بك المسجد
و يتوافد الزملاء و الاصدقاء و الاهل و الجيران
شكر الله لهم ما افتقدت احدا منهم و من لم يات اتصل و اعتذر
ها انا محاط باحبة و صحبة نحسبهم على خير
و يمتلئ المسجد عن اخره كان هناك ست من الجنائز نصلى عليها
احداها لطفل صغير حضر ابوه يحمله بين يديه
سبحان من احيا و امات و بيده كل الامر و اليه كل الامر من قبل و من بعد
نصلى و تنطلق بنا السيارة ها انا بجانبك اماه
لاخر مرة نمر بطرقات مررنا بها من قبل سويا
تحمل الذكرى و يملاء عبقها و عطرها المكان و الزمان
نصل و يسارع الناس لاخذك منى احاول اللحاق بهم بين امواج من الناس
احاول ان احمل معهم لكن حال الزحام بيننا فسامحينى
امام القبر و قفنا و سارعت اليك
نخرجك
نحملك يا من لا يعلم الا الله مكانتك عندى
نوسدك التراب
اجد قلبى يسابق لسانى فى الدعاء لك
اجد دمعاتى تحمل دعاء كل ما بى
هاهو القبر يغلق دونك اماه
ايحول بينى و بينك ..
لا و الله قد يحول بين الابدان ...و لكن هيهات ان يحول بين القلوب و الارواح
ارى الجمع ينفض من حول
و يتعجلنى الناس لتلقى العزاء
يال الدنيا و يال ما بها
لا تتركنا لحالنا حتى و نحن نوسد قبورنا
يحول بينى و بينهم اخ لى
يخبرهم انك احوج الى دعاء صادق فى هذه اللحظات
اولى منازل الاخرة
هل هنا يترك الحب حبيبه...
هل هاهنا يترك الخليل خليله...
سنة نيببنا ان نمكث عند القبر بعد اتمام الدفن ان نمكث مقدار ذبح شاة و سلخها ندعوا لاحبتنا...
و ددت الا اتركك وحيدة ابدا...
و لكن ليس لى من الامر شئ الا الرضا و الصبر و الايمان و الدعاء اماه
هناك افترقت الابدان و الاجساد و تذوى الى اصلها
لكن الارواح و قلوبها لا يعتريها هذا الفراق
نعم بى ما بى من حزن لا يعلمه الا الله
لكن صدقينى ليس حزن يأس او قنوط او ركون الى الاكتئاب
لكن هو كما قال الحبيب المصطفى
ان العين لتدمع
و القلب ليحزن
و انّا لفراقكم لمحزونون
و لا نقول الا ما يرضى ربنا انّا لله و انّا اليه راجعون
و لا حول و لا قوة الا بالله
نعم الى لقاء
مهما طال الوقت او قصر
فلا بد من لقاء
اسأل الله ان يكون لقاء على خير ما يحب و يرضى
ها انا اجدد العهد معك انى ساحاول ان اكون لك كل ما احببت
و ما اردت اسأل الله العون و السداد و الهداية و الرشاد..

حبيبتى و سيدتى و معلمتى و صديقتى و اختى و امى ...
الى لقاء

هناك تعليق واحد:

زهرة الجنة يقول...

بارك الله بك وأعزك علي تلك الكلمات
ورحم الله والدتك ورزقها الفردوس الأعلي
وكما قولت اخي
ليس لنا من الامر شئ الا الرضا و الصبر و الايمان و الدعاء لها ولسائر المسلمين

رزقك الله الرضا والصبر وبارك وبك وجعلك خير خلف لها