دمع القلوب

الحياة بكل ما فيها
من فرحها و ترحها
حلوها و مرها
قوتها و ضعفها
حكمتها و جنونها
رقتها و قسوتها
صخبها و سكينتها
الحياة بكل ما بها و ما لها تمر على القلوب
فتترك فيها اثرا و تجرى على وجناتها دمعا

فما بين دمعة فرح طال انتظاره ...
و بين دمعة حزن دفين ...
و تلك دمعة شوق و حنين ...
و هذه دمعة قهر و لوعة ...
فدمعة تطفىء نارا و اخرى تشعل ثورة..
و دمعة تغسل احزانا و تمحو ادرانا و تشفى آلاما..
دمعة تتلالاء فتنير الظلمة بضياء الايمان ..
دمعة توبة و أوبة ان صدقت فهى أنقى و ارق و ارقى دمعة ....

هذا الدمع قد يكون حياة لروح اعياها الجفاف و الحرمان
و قد يكون بردا و سلاما يطفئ نارا فتنقذ و توقظ فينا الإنسان
و قد يكون وقودا و زادا يعيننا على اكمال المسير حتى نصل

الى واحة الآمان
و قد يكون نارا تحرق الظالمين القساة المتجبرين
و قد يكون ثمرة توبة و انابة تفوز به برضا و محبة رب العالمين

و دمع القلوب ليس كدمع العيون قد يراه كل من حولنا

هو دمع لا يراه و لا يشعر به الا اصحاب القلوب

يرونه بعيون قلوبهم

يستشعرونه بشغاف قلوبهم

هؤلاء اصحاب القلوب

( ولكن هل هناك حولنا من هم بلا قلوب؟)

بكل تأكيد لا ريب فيه و لا شك

هناك الكثير و الكثير ممن هم

بلا قلوب و بلا ارواح(الا ما رحم ربى)

نعم هم اصحاب اجساد و ابدان

لكن

بلا حياة حقيقية

بلا قلوب تنبض

بلا ارواح تسرى

قد تعجبنا اشكالهم و تخدعنا اقوالهم

و عند اول محك و أول اختبار

تتعرى حقيقتهم القاسية

تسقط الاقنعة

و تنكشف الخبايا

فهل ترانا ما زلنا من اصحاب القلوب ؟!؟

ام

ترانا جسد بلا قلب من الاساس؟!؟