الأحد، يوليو 27، 2008

الفطرة

فى جلسة لدى احد المعارف اتى ات و انضم الى مجلسنا و بدأ التعارف
فلان و فلان
و بادرنى بسؤال
هل تعرف فلان ام انه تشابه اسماء
نعم اعرفه رحمه الله
قال لى رحمه الله تعالى فقد كان انسانا على الفطرة و اثنى عليه بخير نحسبه على خير و لا نزكيه على الله
و استكملنا حديثنا

عندما خلوت الى نفسى و راجعت حوارنا

استوقفتنى كلمة الفطرة مع نفسى

الفطرة اين ذهبنا بها و كيف انسلخنا منها الا ما رحم ربى

تذكرت قول حبيبنا المصطفى
ما من مولود إلا يولد على الفطرة . فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه . كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء . هل تحسون فيها من جدعاء ؟ ثم يقول أبو هريرة : واقرؤا إن شئتم : { فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله } . الآية [ 30 / الروم / 30 ] .

الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم

ان الله خلقنا على الاسلام من لدن ادم الى ان تقوم الساعة لان الدين عند الله الاسلام
خلقتا على حب الخير حب الاحسان حب العدل التقبل و الاحتباج الى التوحيد
فكل انسان داخله من الخير ما شاء الله و اراد
و تأتى المتغيرات من حولنا بكل ما بها فتنتقص من هذه الفطرة و تتاكل من القلوب
و يحل مكانها اشياء ابعد ما تكون عن الفطرة السوية

فاتت الشرائع من عند الله لتقوى هذه الفطرة و لتزيح من امام اعينها الاغشية و الحجب عبر الازمنة و الايام

و كما قال علماء التوحيد ليوضحوا هذه النقطة:
إنّ مثَل الفطرة مع الحق كبصر العين مع الشمس، فكل ذي عين مبصرة لو تركت عينه بغير حجاب عليها فإنه يرى الشمس،

و رحت ارتحل بنظرى الى ما وصل به حالنا الان
رحت ابحث عن هذه الفطرة و بقاياها بيننا
و تأملت كمّ الحجب و الاغشية التى طالت الابصار و من قبلها القلوب
حتى لكأن الابصار عميت و القلوب تحجرت
فلسان حالنا يخبر عنا (الا ما رحم ربنا)
ما بين ظالم و مظلوم و مشاهدين و ظلمات تكسو جمعهم

مشاهدون يحسبون انه طالما لم يتدخلوا لرفع الظلم فانه لن يطالهم و هم فى وهمهم يعمهون

ما بين اغراق فى الفردية و الانانية المادية و كـأن الكون ليس الا الانا و لا شئ الا الانا
و مع كل ما تتطلبه هذه الانا
يهون كل شئ و اى شئ بداية من الدين مرورا بكل ما يمكن ان نتخيله .

ما بين تضخم رقعة الفقراء و المعوزين بيننا دون يد تمتد تمسح دموع قلوبهم او توارى عوراتهم و تعينهم على فاقتهم

و اطفال الشوارع حولنا دون يد تمتد تحمى براءتهم المنتهكة
و تمنع عن المجتمع طوفانهم الذى سيغرق الجميع ان لم تحل مشلكتهم

و انفجار ارقام القضايا المرفوعة امام القضاء دون نزع فتيل الازمات و تصفية الاجواء

و هذه الاعداد المتزايدة من المطلقات و الامهات التى اختفى عنها العائل و تخلى عنها الاهل و افترسهم المجتمع

و تلك العلاقات الفاسدة فى كل المجالات و الاوساط دون رادع

و هذه الاعداد من الشباب الذى لا يستطيع الزواج دون معين

و ها هو عقوق الابناء و من قبله عقوق الاباء يزيد الشرخ فى لبنات المجتمع

و ها هم غرقى العبارة السلام 98 الذين لم يجدوا من ياخذ بعض حقهم ممن كانوا سببا فى سلبهم ارواحهم
و الكل يقف مشاهد للظلم و لا يستطيع حتى ان يقول
حسبنا الله و نعم الوكيل
و.......
و......
و .....
كل هذا يقف امام اعيننا كمرآة ترينا حقيقتنا دون زيف


ها نحن اما بين افراط و تشدد و تنطع
ا و تفريط و تسيب و تفسخ

هل كل هذا يدل على اننا كمجتمع ما زلنا نحتفظ ببعض فطرة سليمة ؟!؟

لا نعمم الصورة و نقول انها سوداء قاتمة لا بصيص امل فيها او اشراقة فجر

الخير موجود و سيظل موجود

لكن الظلم و جند ظلماته ينتشرون فينا و بدواخلنا بقسوة

فهل من عودة الى شمس الفطرة و نورها لتضئ قلوبنا و ابصارنا و تنقشع عنها هذه الحجب و الظلمات

هناك تعليقان (2):

سبهللة يقول...

سيدى
اليس الفساد الذى يندرج تحته كل مصائبنا هو بعدا عن الفطرة وبعدا عن الدين ؟
اليست كل الصفات البذئية ضد الفطرة؟
الظلم ضد الفطرة
السرقة ضد الفطره
الى اخر هذه القائمة الطويلة من الصفات البذيئة واللتى استشرت فى مجتمعنا
كل ما فى طاعة لله وتقرب لله هو مع الفطرة وكل ما هو بعدا عن الله ودينه ضد الفطرة
اللهم ارحمنا بما ترحم به عبادك الصالحين
اشكرك على هذا الموضوع الرائع
سلام عليكم

باسم يقول...


اختى الكريمة
بارك الله فيك بكل خير
الفطرة نولد جميعا بها كما اراداها الله سليمة نقية من كل شائبة ما لم تخالطها متغيرات الانسان و تتفاعل معها فتخرجها عن نهجها القويم
تكون هذه الفطرة السليمة على اتم استعداد لتلقى التعاليم و الارشاد لتكمل طريقها الى باريها

لذا فانا لا يجب ان نتعجب عندما نرى من غير المسلمين من يفعل خيرا او يتصرف تصرف خير لانه ببساطة استطاع ان يحتفظ ببعش هذه الفطرة

اما كيف نستطيع ان نعود الى هذه الفطرة التى اصابتها عوامل التعرية المختلفة فلبس من طريق الا طريق واحد
العودة الى صحيح الاسلام دون افراط او تفريط
شكرا على زيارتكم الكريمة